2/24/2013

فضفضة عنها

اعرفكُم على الشخصية الجديدة التي سأتناولها في كتاباتي
هِي , المغلوبة على أمرها بإرادتها , هِي المُتعبة المُتعِبة , هي مَن قيلت عبارة "كما تدين تُدان" خصيصاً لها , هي العاقِلة الطائِشة حسب المِزاج , هي صانِعة الأقفال في قلبها العاجزة عن فتحها , هي الحمقاء التي تفهم من حولها ولا تستطيع فهم ذاتِها , هي الخرقاء ذات القرارات السريعة , هي الهوجاء المُراهِقة المشاعر , هي المُتسرِعة التي تستحِق كل ما يمرُ بها
نِكالاً بها , كانت الأجمل على الإطلاق, الأصعب بلوغاً على الإطلاق, وها هِي توضع في حيذ الرخصيات
لا أعلم كيف يتحول الوضع بتلك السهولة إلى الأبذئ على الإطلاق لكنها هي من قررت ذلك حين وافقت على تغييب العقل ولو لوهلة 
لا أعلم من اين ابدأ الحديث عنها , تُحيرني تفاصيلها الصغيرة التي لا أريد أن تغفل حروفي عنها , مبدئياً ولأعترف أنها لم تعرف أبداً أنها ذات شخصية مريضة إلا منذ فترة قريبة , لكِن لم يُحزنها الأمر أو يُضايقها لإنها قارنت نفسها باُناس طبيعيين وجدت أنها تمتلك overdose طبيعة , فهي ليست مريضة على الإطلاق بالنسبة لهم
المهم , وضعت عدة قواعد في مُثلث المِثالية وحاولت بلوغهم , وضعت قواعد ومبادئ وأساسات وهمية لأشياء لم تجربها من قبل , ظناً منها أن الإبتعاد "من بعيد لبعيد" قد يعصمها من الوقوع في خطأها
لا أعلم لماذا وقعت في كل الاخطاء التي حاولت التحصُن مِنها ؟ رُبما لإن نيتها لم تكُن صادِقة حين حاولت التحُصن ؟
ولكن ماذا عن كُل تِلك المبادئ والاساسيات ؟ ماذا عن الغرض منها والدافع ورائها ؟ كيف انغمست في مشكلات حاولت مكافحتها و وجدت حلولاً لها وبدأت في تطبيقها! كيف ؟! ماذا عن كُل العمر الذي ضاع في محاولة الإبتعاد
هي فقط تعلمت درساً جديداً , لابد من المواجهة 
تسقُط اقنعة أوهمت نفسها أنها الوجه الحقيقي كل يوم امامها , حتى الاقنعة التي كانت ترتديها لتُداري عيباً في شخصيتها لا تريد الخوض فيه مع عقلها , وكأن الأقنعة تذوب , لكن الجو بارد كيف تذوب !
مِسكينةٌ هي , فالحياة دون كذِب صعبة .. وبه صعبه لكن بدونه اصعب 
يحدُث أن تتناسى كل ما يُزعجها وتُحرر شعرها وتستمع إلى فيروز في الصباح , لم تُحب فيروز قط , لم تشعر بما يجب أن تشعر به حين تستمع إليها لكنها ظنت أنه شئ مريح
وكالعادة لا يتغير شئ! لا ترتاح ولا تصل لما تريده 
لا صوت يعلو فوق صوت رأسِها , لا شئ يؤرقها أكثر من تلك الاصوات دائمة اللوم والعتاب وتأنيب الضمير والإحباط
لا أعلم لماذا انا مُهتمة بالكتابة عن تلك التفاصيل فيها , ربما لإنها تشبه الكثير فيّ ؟ آه , ماذا كنت اقول ؟
تنظُر للعالم كله بنظرة رجل قد تخطى الستون من عمره وعلِم أن الفناء من ثوابت الدهر , بكل إستخفاف وإستحقار ولا مبالاة تنظر للعالم وللناس أجمع , رغم انها لم تتعدى الثلاثين بعد
تحاول الإنغماس فيما يُسعد من حاولت التشبُه بهم , تضع السماعات وتفتح كتاب لإيزابيل الليندي وتقرأ, تمعُن تمعُن تمعُن ثم تبدأ في التشتُت والضياع , تضيع من فكرها وتركيزها وسط الحروف
تغلق الكِتاب لتتكئ على الأريكة وتشرُد
هل تعلمون ان في السطور السابِقة 3/4 حياتها ؟
لم أتناول كل ما اردت الحديث عنه أو نصف ما أعرفه عنها حتى 
يُسعدني القول بأنها هُزمت وقد إعترفت بذلك لنفسها وهو من اصعب الإعترافات على الإطلاق , يُسعدني لأنها بداية النهاية , بداية الخروج من الصورة المُزيفة التي وضعت نفسها بِها وصدقتها , والدخُول في أعماق الروح لِتعرف عنها اكثر, لم تهتم أبداً بتفسير ردةِ فعل أحد , لطالما راودتها اسئلة عن ردود افعالها التلقائية الهوجاء التي لا تفهمها في أحيان كثيرة
أنا لا اشعر بالخوف عليها , لقد وجدت من يستطيع فهم ما بداخلها , وهو : هِي

#كالعادة
...يُتبع لاحِقاً

2/23/2013

احلام اليقظة، مُسكِن




إختلاق احاديث غير موجودة وحلول لن تتحقق في مخيلتي، اصبح ما يبقيني على قيد الحياة. 
مواقف وجمل وضحكات واشياء عدة لم ولن تكُن. 
هي فقط في مخيلتي. 
أناس رحلوا وآخرون لم يرحلوا ، ألقاهم كل يوم في اي وقتٍ شئت 
محادثات مع من احبهم تجري يوميا في ذهني.
يحدث ان اتحدث للفراغ ويتحدث إليّ 
لا اسمع صوتاً، لا المس يداً لكني افرح بوجودهم اللاحقيقي.
مايقتلني كل مرة انني اصطدم بالواقع في النهاية، افيق لاجدهم بعيداً عني ، تاركين كلام ومحادثات تسُم البدن 
يحدث ان اتناسى وجودهم الحقيقي المؤلم واعبث معهم في خيالي 
يحدث ان نتقابل، نتحدث، نتعاتب، نلهو ونضحك، نعانق بعضنا ونرحل
لا اجد إلا هذا مفراً مِن ارض الواقع السخيفة التي لا يشعُر هؤلاء الاشخاص فيها بِي 
أعلم اني اضع نفسي في خانه المجانين الآن لكن مالباليد حيلة 
إما هذا او اموت كبتاً وحزناً 
الأمر ليس بهذا السوء ولا تلك الراحة ، انا لا ارتاح تماماً حين اقابلهم في احلام يقظتي 
لكن فقط يهوِن عليّ الواقع
اتمنى يوماً أن اعيش ولو يوم واحِد ، واحداً من احلامي تلك على ارض الواقع .

20 يناير، 2013


2/14/2013

إنتظار النهاية


كم مرة قرأت رواية وفي كل سطر تتخيل انها النهاية؟

كم مرة شاهدت فيلم وتوقعت زمن وموضوع النهاية؟
كم مرة اشتقت لنهاية هذا الفيلم او هذا الكتاب لـ تشبع فضولك؟
كم مرة بحثت عن نهاية المطاف في العديد من الاشياء


تبقى النهاية اياً كانت مفضلة عند الإنسان

حتى العلاقات, ستصل لحد ما او موقف ما وتطلب النهاية
إلا الموت ! ليس مفضل عند جميع الناس


رغم انه النهاية المحتومة التي لا يمكن لأحد انكارها



لم يكن الموت بـ دفن الموتى فقط !

هناك موتٌ من نوع اخر


تصعد فيه روحك بعيداً عن جسدك, ويظل هذا الجسد بدون روح !

إنه نفس نوع الموت الذي يعانيه سكان القوقعة !


هناك العديد من الناس عزلوا انفسهم في قوقعة بعيداً عن حماقات المجتمع

رافضين الواقع بكل ما أوتوا من قوة


هم موتى ! أو في عداد الموتى 
هذا ما يسمونه "دفن بالحيا" هم مدفونون بداخل افكارهم ومعتقداتهم ومنعزلون عن العاالم كله. اختاروا انفسهم للإنفراد بها .. بعيداً عن الكل لكل من يطلبون الموت كل لحظة، هم بالفعل ميتون فقد فقدت ارواحهم حبها للحياه، فماتت بداخلهم * تعبيرات مجازية * ينقصهم فقط اغماض العين المجردة وكشف الحجاب عن كل ماهو في الحقيقة، موجود ! كلنا في احزاننا نكون موتى، كلنا في احباطنا نكون موتى ! كلنا نشتهي النهاية بعد عدد معين من خيبات الامل لكن، صف لي شعورك بعد انتهاء فيلم على نهاية حزينة او مسلسل على نهاية مفتوحه او رواية على خاتمة معقدة الفهم ! النهاية في تلك الحالات تكون اسخف مايكون ما رأيك؟ انها نهاية ايضاً ! لكنها لم تُرضى كل مابداخلك. ورغم هذا مازالت فكرة الانعزال في قوقعة تراودني بين حين واخر ! الموت هو اعظم مخدر دنيوي ! ولا اطول منه شئ، سوى في القوقعة.

2/04/2013

القدرة على البكاء


خُيل إليّ مرة أن البُكاء ضعف, وأن الضُعفاء فقط هم من يبكون, لكن في الحقيقة التي عُميتُ عنها إكتشفت أن الذين يبكون هم الأكثر قدرة على الصمود وبالتالي هم الأقوى, وأدركت أن فاقد النِعمه يرى أفضل من مالِكها .. لكن للأسف أدركت هذا بعدما فقدت تلك النِعمة; البُكاء 

إكتشفت أن هُناك العديد العديد مِن البشر فقدوا القدرة على البكاء, وتقريباً جميع ما يربطهم حُدوث صدمة كبيرة أدت لِشل هذه الخاصية بِهم , شللاً مؤقتاً أو دائِم على حسب الشخص
وهو ما أسعدني حقيقةً لأني خِفتُ أن أكون وحدي من فقد هذه النِعمه, قد يستعجب البعض من كَوني اقول على البُكاءِ نِعمه وأن اصحابها هم الأقوى
البُكاء ما هو إلا صورة من صور الإخراج التي انعم الله بها علينا , هل يستطيع الإنسان العيش من دون العرق ؟ لن يستطيع, سوف يكبر يكبر ويمتلأ بالمياه في كل جلده ومن ثَم "يفرقع"
طبق هذا المثال على باقي صور الإخراج, وضع في حساباتك أن الدموع صورة من هذا الإخراج, الدموع ما هي إلا جرعة مكثفة من إحساس معين لا يحتملها الجسم فتخرج في صورة مياه في العين , كدموع الفرح ودموع الحُزن
المُهم أنها من صور الإخراج المستحيل الإستغناء عنها , لكن, هناك من فقد القدرة على إخراجها, أو التعبيرعنها, رُغماً عنه وليس بإرادته
انا لا أعلم الحقيقة العلمية وراء فقدان هذه الميزة , كل ما أعرفه أن هناك أناس كثيرون فقدوها .. مِنهم أنا
ولا أعتقد أن له علاقة بفقدان الإحساس, فالفرح والحزن موجودون ولكن لا شئ يُعبر عنهم
إكتشفت أيضاً أن إجبار الدموع عن طريق إستفزازها بمشاهد تُجبرك على إخراجها هو أبشع ما قد تصل إليه, لأنها تخرج فعلاً لكن بدون تلك الراحة المُصاحِبة لها 
لا تنكروا أن التنهُد أثناء البُكاء يُريح ولو بنسبه ضئيلة
على الأقل تجد ما يعبر عن إنفجارك , أما اولائِك الذين فقدوا القدرة على البُكاء فهم أشبه بـ "دِمل" يزداد ورمه كل دقيقه ويزداد إلتهابه ولكنه لا "يُفش" لا يهدأ ولا يبرد ولا يهبط ولا يسكُن ولا ينفجر ولا أي شئ, هو فقط يكبُر ويؤلم
تماماً كما الوجع في القلب عند من فقدوا القدرة على البكاء 
إنه إحساس صعب بكل ما تحمله الكلمة من معنى 
ومع ذلك فهناك الكثيرون لا يشعرون بتلك النعمه ويتعاملون معها بكل خِزي
لا أعلم ما أجبرني على فتح هذا الموضوع بعد أن ظننت أني اغلقته وطردت الفكرة من 
رأسي, رُبما تفشيه ؟ رُبما.

.شكراً للقراءة