هِي , المغلوبة على أمرها بإرادتها , هِي المُتعبة المُتعِبة , هي مَن قيلت عبارة "كما تدين تُدان" خصيصاً لها , هي العاقِلة الطائِشة حسب المِزاج , هي صانِعة الأقفال في قلبها العاجزة عن فتحها , هي الحمقاء التي تفهم من حولها ولا تستطيع فهم ذاتِها , هي الخرقاء ذات القرارات السريعة , هي الهوجاء المُراهِقة المشاعر , هي المُتسرِعة التي تستحِق كل ما يمرُ بها
نِكالاً بها , كانت الأجمل على الإطلاق, الأصعب بلوغاً على الإطلاق, وها هِي توضع في حيذ الرخصيات
لا أعلم كيف يتحول الوضع بتلك السهولة إلى الأبذئ على الإطلاق لكنها هي من قررت ذلك حين وافقت على تغييب العقل ولو لوهلة
لا أعلم من اين ابدأ الحديث عنها , تُحيرني تفاصيلها الصغيرة التي لا أريد أن تغفل حروفي عنها , مبدئياً ولأعترف أنها لم تعرف أبداً أنها ذات شخصية مريضة إلا منذ فترة قريبة , لكِن لم يُحزنها الأمر أو يُضايقها لإنها قارنت نفسها باُناس طبيعيين وجدت أنها تمتلك overdose طبيعة , فهي ليست مريضة على الإطلاق بالنسبة لهم
المهم , وضعت عدة قواعد في مُثلث المِثالية وحاولت بلوغهم , وضعت قواعد ومبادئ وأساسات وهمية لأشياء لم تجربها من قبل , ظناً منها أن الإبتعاد "من بعيد لبعيد" قد يعصمها من الوقوع في خطأها
لا أعلم لماذا وقعت في كل الاخطاء التي حاولت التحصُن مِنها ؟ رُبما لإن نيتها لم تكُن صادِقة حين حاولت التحُصن ؟
ولكن ماذا عن كُل تِلك المبادئ والاساسيات ؟ ماذا عن الغرض منها والدافع ورائها ؟ كيف انغمست في مشكلات حاولت مكافحتها و وجدت حلولاً لها وبدأت في تطبيقها! كيف ؟! ماذا عن كُل العمر الذي ضاع في محاولة الإبتعاد
هي فقط تعلمت درساً جديداً , لابد من المواجهة
تسقُط اقنعة أوهمت نفسها أنها الوجه الحقيقي كل يوم امامها , حتى الاقنعة التي كانت ترتديها لتُداري عيباً في شخصيتها لا تريد الخوض فيه مع عقلها , وكأن الأقنعة تذوب , لكن الجو بارد كيف تذوب !
مِسكينةٌ هي , فالحياة دون كذِب صعبة .. وبه صعبه لكن بدونه اصعب
يحدُث أن تتناسى كل ما يُزعجها وتُحرر شعرها وتستمع إلى فيروز في الصباح , لم تُحب فيروز قط , لم تشعر بما يجب أن تشعر به حين تستمع إليها لكنها ظنت أنه شئ مريح
وكالعادة لا يتغير شئ! لا ترتاح ولا تصل لما تريده
لا صوت يعلو فوق صوت رأسِها , لا شئ يؤرقها أكثر من تلك الاصوات دائمة اللوم والعتاب وتأنيب الضمير والإحباط
لا أعلم لماذا انا مُهتمة بالكتابة عن تلك التفاصيل فيها , ربما لإنها تشبه الكثير فيّ ؟ آه , ماذا كنت اقول ؟
تنظُر للعالم كله بنظرة رجل قد تخطى الستون من عمره وعلِم أن الفناء من ثوابت الدهر , بكل إستخفاف وإستحقار ولا مبالاة تنظر للعالم وللناس أجمع , رغم انها لم تتعدى الثلاثين بعد
تحاول الإنغماس فيما يُسعد من حاولت التشبُه بهم , تضع السماعات وتفتح كتاب لإيزابيل الليندي وتقرأ, تمعُن تمعُن تمعُن ثم تبدأ في التشتُت والضياع , تضيع من فكرها وتركيزها وسط الحروف
تغلق الكِتاب لتتكئ على الأريكة وتشرُد
هل تعلمون ان في السطور السابِقة 3/4 حياتها ؟
لم أتناول كل ما اردت الحديث عنه أو نصف ما أعرفه عنها حتى
يُسعدني القول بأنها هُزمت وقد إعترفت بذلك لنفسها وهو من اصعب الإعترافات على الإطلاق , يُسعدني لأنها بداية النهاية , بداية الخروج من الصورة المُزيفة التي وضعت نفسها بِها وصدقتها , والدخُول في أعماق الروح لِتعرف عنها اكثر, لم تهتم أبداً بتفسير ردةِ فعل أحد , لطالما راودتها اسئلة عن ردود افعالها التلقائية الهوجاء التي لا تفهمها في أحيان كثيرة
أنا لا اشعر بالخوف عليها , لقد وجدت من يستطيع فهم ما بداخلها , وهو : هِي
#كالعادة
...يُتبع لاحِقاً